يعاني الكثير من الازواج من مشكلات في الخصوبة، وخصوصًا في عصرنا الحالي، بحيث تشير العديد من الدراسات إلى ارتفاع نسبة العقم عند الرجال والنساء ، لأسباب عديدة ومن هنا أصبحت مسألة الإنجاب حلمًا وتحديا صعبا بالنسبة إلى العديد من الأزواج، وشهد الطب تطوّرًا كبيرًا في مجال علاجات الخصوبة ولا سيّما العلاج عن طريق أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري، فقد أصبح حلم الإنجاب حقيقة في الحوار التالي مع الدكتور كمال راجح استشاري أمراض النساء والتوليد والعقم بالمستشفى الملكي التخصصي ورئيس وحدة الخصوبة واطفال الانابيب، وعضو الجمعية الاوروبية للتكاثر وعلوم الأجنة ،سنتعرف على عملية اطفال الانابيب كاملة وكل ما يهم الزوجين المقبلين عليها.
ما الخطوات التي يجب اتباعها بعد اتخاذ قرار محاولة أطفال الأنابيب؟
أولا من الضروري أن نعلم ليس كل حالات تأخر الحمل أو قلة الخصوبة تعني بالضرورة اللجوء لعملية أطفال الانابيب، فحين الحضور الى العيادة نبدأ عملنا مع الزوجين كوحدة واحدة، يتم تقييم الحالة الصحية للزوجين وقد لا تستدعي المشكلة عمل أطفال الانابيب، فهي احدى الوسائل المساعدة على حدوث الحمل ولكنها ليست الوسيلة الوحيدة!!
في بعض الحالات يكون العلاج بسيطا عن طريق استخدام علاج دوائي بسيط، أو تكون مشكلة تأخر الانجاب بسبب شيء عارض بمجرد أن نتعامل معه ويتم توفير الظروف المناسبة لحصول الحمل يكرمنا الله بحدوث الحمل، على سبيل المثال قد يكون هناك مجرد اختلال للهرمونات مثلا عند الزوجة وبالتالي بمجرد أن نستعيد التناسق الهرموني عن طريق العلاج الدوائي تصبح الأمور مهيأة لحدوث حمل طبيعي، ولذلك مع الفحوصات دائما نبدأ بتحديد نوع المشكلة، وهو الأساس لوضع الخطة العلاجية الصحيحة وعليه فإن استشارة الطبيب أساسية وضرورية.
بالنسبة الى عملية أطفال الأنابيب والحقن المجهري نبدأ الخطوات بعد الاستشارة وأخذ التاريخ الطبي لكل من الزوجين وعمل الفحوصات المختبرية اللازمة لهما والموجات فوق الصوتية للزوجة للاطمئنان على وضع الرحم والمبايض وتتم الفحوصات طبقا لكل حالة، ثم تأتي الخطوة التالية وهي اختيار خطة العلاج المناسبة ونوع البروتوكول والأدوية المناسبة والذي يختلف من حالة لأخرى من حيث النوع والجرعة واستجابة المبيض عند الزوجة والتي تختلف أيضا حسب الحالة، ثم تبدأ مرحلة التنشيط للتبويض ثم متابعة التبويض ( قياس عدد وحجم البويضات) الى أن نصل الى العدد والحجم المطلوب عندها نعطي الزوجة ما يعرف بالابرة التفجيرية وبعدها يتم تحديد موعد لعملية سحب البويضات، وهو إجراء بسيط يتم تحت تأثير مهدئ أو مخدر بسيط في حدود من 10- 15 دقيقة وفي نفس الوقت نأخذ السائل المنوي من الزوج حيث يتم اختيار افضل العناصر الموجودة في الحيوانات المنوية عند الزوج ويتم تلقيح البويضات في المختبر ومتابعة تطور وانقسامات الجنين حتى الوصول الى المرحلة الاخيرة وهي ارجاع الاجنة في اليوم الثالث أو اليوم الخامس على حسب الحالة وبعدها ب 12 يوما يتم عمل اختبار حمل للتأكد من ثبات الأجنة داخل الرحم ووجود الحمل من عدمه.
هل للعمر أثر في نجاح عملية أطفال الأنابيب؟
مما لا شك فيه أن العمر أحد أهم العوامل ولكنه ليس هو العامل الوحيد، فمن المعروف أن معدل الخصوبة عند السيدات يقل تدريجيا مع العمر، ويرجع ذلك الى أن مخزون المبيض يقل تدريجيا مع التقدم في العمر.
يختلف الرجل عن المرأة، فالرجل لديه القدرة على إنتاج الحيوانات المنوية من وقت البلوغ الى ان يشاء الله، إنما السيدة تولد ولديها احتياطي معين أو ما يعرف باسم مخزون المبيض ويقل هذا المخزون ويظل في تناقص مع كل دورة شهرية، فبالتالي بعد سن الأربعين يقل المخزون وتقل فرص النجاح وأيضا قابلية بطانة الرحم في التصاق او انغراس الأجنة تقل مع التقدم في العمر.
من العوامل الأخرى التي قد تؤثر على نجاح العملية جودة البويضات وكذلك الحيوانات المنوية، جودة الأجنة نفسها، المختبر والإمكانيات المتوافرة.
هل تحتاج العملية إلى إقامة في المستشفى؟
سحب البويضات إجراء بسيط يتم تحت تأثير مهدئ أو مخدر بسيط يحتاج فقط الى صيام من 6 الى 8 ساعات وزمن العملية لا يزيد على ربع ساعة، ثم قد تمكث السيدة في المستشفى مدة ساعتين على الأكثر وبعدها تعود الى بيتها بسلام، وبالنسبة إلى عملية ارجاع الاجنة فهي أبسط من سحب البويضات وعادة لا تحتاج الى تخدير وكل ذلك يتم بدون الحاجة الى المبيت في المستشفى.
كم مرة يمكن القيام بإجراء عملية أطفال الأنابيب؟
لا يوجد عدد محدد من المحاولات، تختلف كل حالة عن الأخرى، فيرجع ذلك الى رغبة الزوجين مع المشورة الطبية من الطبيب المختص.
ما التعليمات التي يجب اتباعها بعد العملية؟
نوصي بالاستعانة بالله عز وجل وبالراحة قدر المستطاع، ويفضل الابتعاد عن المجهود الزائد والعلاقة الزوجية خصوصا في الفترة الأولى عقب إرجاع الأجنة، ودائما ما نوصي الزوجة بأن تكون في حالة صحية جيدة وأن تكون مرتاحة جسديا ونفسيا وعصبيا واجتماعيا وننصحها دائما بأن تكون هادئة ومستريحة وأن تكون واثقة ومطمئنة بأن الطبيب هو مجرد سبب من الأسباب ولكن رب العالمين سبحانه وهو العاطي الوهاب.